Friday, November 23, 2012

وداعاَ انفورمشيون!!


"في حين نفكر نحن الدنماركيون أين نريد أن نمضي الإجازة، وأين نريد أن ننتقل للحياة. كنت تواجهينا لوحدك قرار كبير إذا ستعودين لمدينتك ولعائلتك أولا!!. وقررت أن لا تعودي ، وأن تستمري بالعمل كصحفية. كلنا نؤمن أنك شجاعة وأنك قوية وأنبهرنا بتطورك وبتواصلك مع الجميع. نتمنى لك التوفيق وأعرف أنك ستكونين صحفية عظيمة"
بهذه الكلمات بدأ كريستيان أندرسن مدير القسم العالمي في صحيفتي خطابه في حفل استقبال لتوديعي، أمام العاملين اللطيفين في الجريدة.

Tak for en rigtig delig tid her på Information, Jeg kommer til at savne jer alle sammen.
Tak fo alt.

بدأت خطابي بهذه الكلمات الصعبة الدنماركية.
وشكرت الجميع على الفرصة الرائعة وعلى التسامح واللطف الذي منحوني إياه. قلت للجميع بعض القصص عن نفسي وعن حياتي. وضحكوا أكثر من مرة. في كل مرة كنت أتحدث فيها. وصفقوا لي.

أشعر أني فخورة جدا بنفسي وبهذه التجربة العظيمة، كنت سعيدة وحزينة ومتحمسة للمستقبل بالرغم كل الصعوبات التي تواجهني. تعلمت الكثير مع هذه الصحيفة اليسارية. ولم تكن اللغة مشكلة معقدة أمامي. مما يجعل أيماني يزيد بأن كل شي ممكن بالحياة.

أكتشفت أن ثقافة العمل الدنماركية تختلف عن الثقافة العربية. لطالما وجدت صعوبة بالغة في الإستيقاظ بالصباح مبكرا. وأهمية حضور هذه الإجتماعات. لم أفهم احيانا أن على مدير أن يعرف كل شيء. وأنني أملك الحق للسؤال والدفاع عن حقي بدون أن يتأثر على علاقتنا!!


المدير كريستيان أندرسن قال بأنه يرغب بأن يقوم في تقويم عن عملي. أعتقد أنه كان يرغب أكثر أن يتحدث معي ولم يكن الأمر يتعلق بالتقويم. أخذني كريستيان إلى المقهى المجاور. وشربنا القهوة سويا بعيدا عن أجواء الجريدة. وبدأ يسألني كيف كانت تجربتي لمدة 7 أشهر في الجريدة وقلت له. أنها كانت إيحابية واستمتعت وتطورت وبدأت أشعر أني أصبحت جيدة على صعيد كتابة العناوين الصحفية الجذابة. ونشرت لي موضوعات في الصفحة الأولى.

حتى تحدثنا عن تجربتي معه كمدير لي، وعندها إكتشفت أنا وأكتشف هو أن مشكلة صدام وسوء فهم ثقافي حدث بييننا.
كنت أتوتر عندما يأتي أكثر من مرة ليسألني عن موضوعي، وشعرت أنه يرغب أن يمارس السلطة ويضغط من أجل أقوم بالإسراع لكتابة الموضوع.
هو قال أنه لم يرغب ببمارسة السلطة لكن كان يفضل أن يكون جزي من تطور القصة ويقدم النصائح لي فقط لا غير.
وقال لي لا تخافي من أن تتحدث إلينا كأصحاب سلطة وأن تملكي الحق لتسألي.

في الشرق الأوسط يصعب دائما المواجهة لأنها ستؤثر على العلاقة بيني وبين المدير لذلك نتجنبها. قلت له
كان الحديث ممتع وإكتشفنا من أين حدث سوء الفهم. وكيف ممكن التعامل معه في المستقبل.
المهم // في النهاية حصلت على هدية كتاب من الجريدة، وأكلنا ايس كريم في صيف الدنمارك الحار. وقلت لهم ليس وداعا وإنما إلى لقاء.

No comments:

Post a Comment