Monday, August 27, 2007

هاري بوتر يمر "عربيا " بدون ضجيج





هناء الخمري - الجزيرة توك - جدة

التغطية الإعلامية الهائلة في شتى أنحاء العالم التي طالت النسخة السابعة والأخيرة "هاري بوتر 
ومقدسات الموت " للمؤلفة الإنجليزية المغمورة جوان كاثلين رولنغ ليلة21 يوليو كان فيه من 
الإغراء ولتحريض في الانضمام إلى نخب تلك الأجواء، توجهت فيه إلى أقرب مكتبة محلية للانضمام 
الفعلي والخوض في تجربة الاكتشاف والالتهام العالية عند القارئ الغربي لأجد أن المكتبة كعادتها 
خالية إلا من كتبها.

لاطوابير طويلة ولاملامح لأطفال يتشابكون للحصول على نسختهم ولم ينتظر 100 شخص بصبر وتأن 
حلول منتصف الليل لمعرفة مصير بطلهم ، لم يقفز عشريني متهور من الجسور المنتشرة في جدة 
ليستعيد قسيمة شراء الكتاب التي حملتها الرياح لم يتم تفكيك قنبلة ملغومة بجوار المكتبات وضعها 
الإسلاميون المتشددون لأن الرواية تحوي على السحر المحرم شرعا وفيها من الغزو الفكري والثقافي
الذي يمثل خطرا يرسله أعدائنا.
لم يحتشد الأطفال والشباب مرتدين أزياء الشخصيات في الرواية وسط اجواء من الفرح العارم ،
لم تبع أي مكتبة ثلاثة ملايين نسخة في الساعات الأربع والعشرين الأولى، الكميات لم تنفذ بعد .



المكتبة العربية المحلية كانت في هدوئها تنعموا وهاري بوتر يتوسد رفوف المكتبة بأعدادٍ خجولة كل 
هذا كان نموذجاً كافيا للإجابة عن غياب التغطية الكبيرة والتفاعل مع ظهور النسخة الإنجليزية من 
المرور على المكتبات في الدول العربية رغم ضخ النسخة إليها .. هكذا مر البطل هاري بوتر عربيا 
بدون ضجيج، ربما اعتيادنا لمشاهد الموت والحياة واقعيا ينسف لأذهاننا مقولة النقاد أن هذه النسخة 
هي بلامنازع الاكثر إثارة، ويتعامل مع مسألة الموت والحياة بأسلوب شيق وفلسفي لكنه ليس 
مبررا كافياً.



اقتربت من أصاف شيخ بائع في قسم المؤلفات الإنجليزية، باغتني تريدين نسخة سعرهابـ 119 ريال 
فقط الدولار يساوي (3:53) وسنمنحك خصم 20% على فيلمه الأخير ؟؟ التقطت نسخة أتأملها 
فسألته عن مبيعات الكتاب فرد بعنا 100 نسخة على مستو المعارض التابعة للمكتبة والمشترون 
هم عدد من الجاليات المقيمة في المملكة ."

غادرت المكتبة أحمل نسختي وتقاسم تفكيري بين من سيساعدني في قراءته لتأخر الترجمة شهورا 
أخر وبين تجدد التأمل لبؤس وواقع الكتاب في العالم الثالث وضعف حركة الترجمة وأدب الطفل ووضع
القارئ الذي ذكرت الإحصائيات أن مستوى قضائه في القراءة هو الأقل بين نظرائه في العالم بعد أن 
غادرت استحضر ت المقولة من الذاكرة المدرسية إذا كانت مصر تكتب وبيروت تطبع فالسودان تقرأ
لكن هذه الدول تغيبت عن تقرير ليلى الشيخلي في ماوراء الخبر في الجزيرة ليلة السبت." 

Saturday, August 25, 2007

التاريخ يحترق !!



هناء الخمري - الجزيرة توك - جدة

يراقب المهتمون وعشاق ( الذاكرة الحجازية ) بأسىً بالغ حالة الاحتضار التي تمر بها المنطقة 
التاريخية بجدة "المصنفة عالميا " والتي تضم ما يقارب 500 مبنى تاريخي تتراوح أعمارها بين 
الخمسمائة والمائتي سنة، 17 بالمائة منها مهجورة و13 بالمائة منها قابلة للسقوط ، وبدأت الحرائق 
تلتهم تاريخ وجه " العروس " مسمى يطلق على مدينة جدة " و لا تزال المدينة تحاول التعافي من 
صدمة أربعة حرائق في أبرز أبنيتها منها (بيت سلامة، وبيت باناجة، وبيتين لآل شيخون).كما سقطت 
أجزاء من بيت (الجوفدار) الشهير في وسط المنطقة التاريخية، وتجاعيد السنين بدأ يخترق بيت نصيف 
الشهير الذي تحول إلى متحف. وهناك جهود لالتفات إلى هذا الإرث الحضاري العريق التي يعود 
تاريخها إلى أكثر من500 سنة.



ويمتد تاريخ بعض الآثار إلى عهد الخلفاء الراشدين .. ومن باب تدارك مايمكن تداركه تم تدشين 
الحملة الوطنية " كلنا مسئولون " لنظافة المنطقة التاريخية بمشاركة أكثر من 500 مشارك من 
طلاب المدارس والكشافة ،ومنسوبي الأمانة ،وعمد وأهالي المناطق التاريخية وعدد من المتطوعين 
والمتطوعات بإزالة التشوهات في تنظيف 500 موقع و300 موقع تعاني من تشوه كتابي ، إضافة إلى 
تنظيف 8 مساجد تاريخية ،وتقليم 9 حدائق وتقوم الهيئة العليا للسياحة بالتعاون مع أمانة محافظة جدة 
على تنفيذ خطة تطوير المنطقة التاريخية (البلد) ومدينة جدة بشكل عام كون موعد تصنيفها العالمي من 
«اليونسكو» بات قريباً.



كما عززت إدارة الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة بالتعاون والتنسيق مع أمانة محافظة جدة لدراسة 
انهيار المنازل التاريخية والبيوت القديمة في وسط البلد .. كما هناك مشروع لتطوير المنطقة التاريخية 
يعمل بخطة خمسية كبيرة تقوم على " الشراكة التضامنية " مع الأمانة والهيئة العليا للسياحة و قطاع 
الآثار ، رغم ذلك لاتزال تئن المنطقة من فوضى الإهمال رغم أنها مزار سياحي مهم وكانت هذه البيوت 
التي طالها الانهيارات مقر سكن الأسر الجداوية والحجازية العريقة والمعروفة في زمن مضى .. 
وانضمت كل تلك الأسر "ضمن موسم الهجرة إلى شمال مدينة جدة الراقي " بعد أن تطاول رجال 
الأعمال وحتى الرعاة هناك في البنيان وأصبحت تلك البيوت في المنطقة التاريخية خالية من سكانها 
وأصحابها إلا من هواء المدينة ونلحظ اختلال ديموجرافيتها، وزحف العمران الحديث داخل حرمها 
التاريخي ، وتأريخ نشأة مدينة جدة يعود إلى 3000 سنة تقريبا حيث أنشأها جماعة من الصيادين كانوا 
يستقرون فيها أثناء رحلاتهم للصيد البحري،وجدة القديمة التي بلغت مساحتها 1 كلم مربع وأحيطت 
بسور حينها تكونت من أربع حارات مصبوغة بنكهة حجازية هي (حارة البحر وحارة اليمن وحارة 
الشام وحارة المظلوم ولكل منها حكايتها.



وتضم هذه الحارات التاريخية أسواقاً ما زالت تسكن ذاكرة "الجداويين" وزوارهم منها سوق 
الخاسكية وسوق الندى وبينهما سوق قابل هذا من أسفل ومن فوق سوق البدو وباب مكة وبينهما 
سوق العلوي وسوق باب شريف. .. مازال عشاق هذه الذاكرة يتأملون هذا التحركات بإنهاء جدل تطوير 
المنطقة صوب مرحلة تنفيذية فعلية علها تنقذ تحول التاريخ إلى مقبرة من رماد !!."  

Friday, August 17, 2007

كائنات حبرية.. في الزنزانة

عندما تصبح حيازة الكلمات كحيازة المخدرات أنت في وطنٍ عربي



هناء الخمري - الجزيرة توك - جدة

ارفع أصابعك العشرة من " الكيبورد " أنت مقبوض عليك من شرطة الإنترنت بتهمة " حيازة الكلمات
" يحق لك التزام الصمت أو تأكيد " أميتك عن القراءة والكتابة لنا " أي شيء ستكتبه سيستخدم ضدك
يحق لك استخدام محامي وإن لم تستطع ستوكل المحكمة من يتولى الدفاع عنك.." ، يبدوا أنه من
البذخ جدا التخيل أن يتم تلو هذه الحقوق عليك افتراضا في العالم العربي لكن أواصل تأمل المشهد
البوليسي بنكهة هوليودية مستذكرة الركض الهائل لويل سميث الممثل الأمريكي فكلما دخل جحر مخبئاُ
قبضت عليه الأقمار الصناعية



ومستلهمة من بدء الرقيب الرسمي التحرش بالفضاء الحر على الشبكة العالمية الإنترنت والقيام
بملاحقة الكتاب ممسكين بخناقهم في " المواقع والمنتديات والمدونات واختراق البريد الإلكتروني
الخاص " تارة بتعميمات رسمية وأخرى بأنظمة وعقوبات دخلت حيز التنفيذ لتصبح الكائنات الحبرية
المتنقلة بأسماء مستعارة في هذا الفضاء خلف القضبان هكذا بين غمضة " تعليق ٍ" والتفاتتها ،

وبدأت مقترحات التسلح وتخصيص شرطة للإنترنت من وزارات الاتصال والتقنية العربية وكأن حيازة
الكلمات وفسحة التعبير تقارب حيازة المخدرات والهيروين وربما أشد وطأة من ترسانة نووية أقرب
إلينا من " حبل الوريد " هكذا هو الأمر ، المسلسل ظهر على حلقات بعد أن بدئوا يخطون حاجز سياسة
حجب المواقع على الإنترنت المعروف بدعوى أهمية حماية الأمن الفكري والثقافي للمواطنين !! التي
أنتقدها الكثيرون معتبرينها " وصاية " لاتليق في زمن السموات والفضاءات المفتوحة رغم أن الكثير
من المواقع الإباحية لايطالها الحجب نفسه بالقدر نفسه!! ، ومن ثم كان التوجه إلى أصحاب المدونات
والزج بهم في دهاليز السجن وليست ببعيدة عنا حكاية المدون المصري ، والآن سوريا تنظم بنشر
تعميم من وزير الاتصالات والتقانة الدكتور عمرو سالم أثر جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت بتاريخ 2007/5/8م.

وخرجت فيه بمطالبة أصحاب مواقع النشر الإلكترونية السورية بنشر أسماء كتاب المقالات والتعليقات
في المواقع وتحميل صاحب الموقع المخالف المسئولية القانونية والمدنية والجزائية الناجمة عن
مخالفتة لمضمون التعميم وبعث الإنذار إلى كافة المواقع الإخبارية
http://damaspost.com/?page=show_det&...&select_page=5

، كما تعرضت بعض المواقع السورية إلى حملة اختراق منظمة وأرجى أصحابها في حديثٍ لهم هذه
الحرب الضروس _الجديدة التي لها طرقها واستراتجياتها وأسلحتها المدمرة _ " للمكانة التي بلغتها
المواقع الإخبارية الالكترونية السورية بتأمين جو ديمقراطي افتراضي يتيح للمواطنين التعبير عن
رأيهم بكل حرية وينقل رأيهم الصريح وغير المنحاز بكل القضايا والأحداث التي تمس سورية أولا
والمنطقة العربية ثانيا."



من جهته رفض نبيل صالح رئيس تحرير موقع (الجمل بما حمل) التي طالها الاختراق في تعليق نشر
على الموقع تحميل أي جهة مسؤولية الاختراق قائلا أو بالأحرى متهكما: (لا نتهم إسرائيل، ولا
الامبريالية العالمية، أو حتى حكومتنا العلية باختراق سيرفر الشركة التي تستضيف موقعنا وتعطيله
32 ساعة، فالحوادث تحصل على الطرقات ولا أحد بمنجاة منها...).

المملكة العربية السعودية تنضم بخطوة إنشاء شرطة على الإنترنت وستبدأ أجهزة أمنية متخصصة
بمقاضاة كل من يسيء استخدام الشبكة العنكبوتية وفرض عقوبة السجن والغرامة ، بعض المواقع
حذفت بند التعليقات " تماما " على طريقة ابعد عن الشر ... بعد أن أضحى تعليقات القراء حقل ألغام
يخاف أصحاب المواقع أن ينفجر فيهم في زمن مضى احتموا فيه خلف عبارة (( الآراء والتعليقات
والردود المنشورة في الموقع لايمثل بالضرورة الرأي الرسمي لأصحاب الموقع )).. ويبقى ترقب تفشي
عدوى هذه القرارات ويبدوا أن حقوق الملكية الفكرية فيها ستكون محفوظة لبلاد العرب

" هل يريدون أن يكون أصحاب المواقع جواسيس على قرائهم " نترك استفهام جورج كدر الصحافي
المتخصص في الإعلام الإلكتروني الذي نشر في صحيفة الشرق الأوسط مفتوحا لمن ألقى السمع ... لم
يبقى إلا أن نلطم كفا بكف " ونحوقل " فهذه الخطوات تبشر بجيلٍ من الكائنات الحبريه في الزنزانة
.." ورفعت الجلسة ."

Wednesday, August 8, 2007

الرياضة للنساء في السعودية ...حكايةً فيها نظر !!

يبارحن الضجيج حوله بالممارسة صمتاً 



هناء الخمري - الجزيرة توك - جدة

ممارسة المرأة للرياضة في المملكة من القضايا التي يتجاذبها الفريق المتشدد المعارض لها والذي يستند على " قاعدة درء المفاسد" والآخر المؤيد المحافظ المؤكد للحاجة الضرورية لها .. وتراشق التأيد والتعارض عند الفريقين تشهده صفحات الصحف المحلية ، فحتى الآن لايمارس النساء الرياضة بصفة رسمية ولاتعرف مدارس الطالبات الحكومية أي حصص رياضية أو بدنية في الأنشطة اللاصفية المتعارف عليها في المؤسسات التعليمية بكافة الدول ، وأعاد ملف قضية "ممارسة المرأة للرياضة" مطالبة اللجنة الأولمبية الدولية لكافة الدول الأعضاء بإقامة أندية رياضية نسائية ومشاركة المرأة في البطولات الدولية كما هددت بتجميد عضوية الدول التي لا تقيم أندية رياضية نسائية وحددت موعد أقصاه عام 2010 م للدول الأعضاء ، أثر ذلك تقدمت لجنة شؤون الشباب والأسرة في مجلس الشورى ( أعلى سلطة سياسية في البلاد ) بتوصية تنص على إنشاء أندية رياضية نسائية تابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب في مختلف مناطق المملكة وفقا "للضوابط الشرعية" , وقد نُقل عن نائب رئيس مجلس الشورى قوله "لا مشكلة في أن نقر إنشاء خمسة أندية نسائية في خمس مناطق كما ذكر أحد مسئولي الرئاسة، إذ نستطيع أن نضع الضوابط الشرعية في حين لا تستطيع السعودية أن تفرض الضوابط الشرعية على المنافسات العالمية خارجها". وأشار إلى أن السعودية لن تخسر شيئاً في تجميد عضويتها، إذ أنها تكسب دينها وتحافظ على قيمها، وسيكون الوقت كافياً لنبحث مع الأعضاء والمختصين في الرئاسة هذه المشكلة ."


على الصعيد نفسه بعض القطاعات الخاصة تخصص نوادي رياضية خاصة للفتيات والسيدات في 

بعض الفنادق والمراكز بشكل غير علني يعرفها الخاصة منهم ، كما سبق وتعرضت فعاليات رياضية
نسائية للإجهاض بعد أن تم الإعلان عنها وتداولتها الصحف كبطولة الجري للفتيات في بداية عام 
2006م الذي تم إلغائه وتكرر الأمر نفسه مع أول دوري لكرة القدم للسيدات في جامعة الأمير 
محمد بن فهد في مدينة الدمام ( شرق السعوديه ) للعام الحالي بعد تدخل واعتراض السلطات الدينية ،
وبناء على ذلك انتهج المهتمات بالأنشطة الرياضية سياسة الصمت في إقامة أي نشاط وتجنب
الإعلان عنها إلا في أوساط ضيقة حتى لاينالها المصير نفسه ."

من جانب آخر شهدت الأخبار الرياضية والوكالات الإعلان والإشارة عن أسماء مشاركات سعوديات

شاركن في بطولات رياضية عربية أو دولية بشكل فردي كـمروة العيفة بطلة في الراليات " سباق
السيارات " شاركت في بطولة أقيمت في الإمارات وبروز عدد من الفارسات ."

وتزامناً مع كل ذلك أصدرت نهلة الرديني باحثة إسلامية في الفقه وأصوله من جامعة الإمام محمد 

بن سعود في الرياض أول دراسة شرعية متخصصة في رياضة المرأة بعنوان " رياضة المرأة
دراسة فقهية معاصرة شاملة " ذَكرت فيه أدلة الطرفين من المُضيقين والمُوسعين ورَجحت أدلة 
المجيزين للرياضة النسائية وتعتزم طبعها ونشرها في المكتبات بعد حصولها على الفسخ الإعلامي . "
ممارسة المرأة للرياضة حكايةُ فيها نظر !! فحتى الآن لم يصدر أي قرار نهائي وفعلي حوله لكن

يبدوا أن هذه الجعجعة ستقودنا إلى نتائج جديدة وقرارات ستكون الأيام القادمة حبلى بها " وإن 
غداً لناظره لقريب " و2010 م أكثر من قريب !! ." 

Monday, August 6, 2007

اللهم اعتق رقابنا من " القِطعةَ





هناء الخمري - الجزيرة توك - جدة



الصحافة الإنجليزية كانت تمنح المحررين الصحفيين المقابل المادي لعملهم حتى بداية القرن الماضي
" بقدر الكلمات وزناً " حتى تعرضت هذه السياسية لإنتقادٍ حاد وتوقفت المؤسسات الإعلامية عن
تطبيقها " ، كيف لا وادموند براك النائب في مجلس العموم البريطاني قال يوماً "إن مجلسنا يضم ثلاث
سلطات " السلطة التنفيذية ، والتشريعية ، والقضائية " ، وكان عدد من الصحفيون يجلسون على
مقاعد في البرلمان فأشار إليهم قائلا .. "وهنا تجلس السلطة الرابعة " .



لكن الدور والباقي يأتي على المؤسسات الصحفية في الدول العربية التي لاتزال تطبق هذه السياسة
تحت مسمى " نظام القِطعة " بعد أن ورثته كابرا عن كابر ..




وفي الألفية الثالثة لايزال الصحفي يتقاضى بقدر الأخبار الذي يأتي بها والتحقيقات والتقارير مبلغا في
نهاية الشهر يتفاوت على قدر " مواده الصحفية " سواء كان تقريراً ، خبراً ، تحقيقاً " وهذا المبلغ
لايأتيه وإنما يتصل هو طالبا ، بعد أن يكون جمع أعداد المواضيع التي نشرت له في الصحيفة وتاريخ
نشرها وتاريخ العدد ليبلغ "قسم شؤون المالية في المؤسسة الصحفية " ومن ثم تبلغه " بالغنيمة " !!
فالخبر الواحد قد يساوي 10ريالات ، التحقيق قد يتم وزنه بـ 25 ريال أو بالكيلو سمه ماتشاء .. وهكذا
حسب تقسيم وفلسفة كل مؤسسة ، مؤسسة صحفية أخرى تتطلب من الصحفيين المتعاونين بنظام
القطعة معها أن يتسلم المسطرة ليقيس طول وعرض مساحة الموضوع المنشور في الصحيفة ووفق
جدول وضعته الصحيفة ثمنا لكل قياس خاص.. يحصد به ماله .





رغم أن هذه الطريقة تولد جيل من الصحفيون يهتمون "بالكم أكثر من الكيف " ويحيطهم الجشع ، هذا
عدى المرتزقة المتكاثرون على أعتاب صاحبة الجلالة .. إلا أنها سياسة لاتزال مستمرة في
المؤسسات الإعلامية المحلية وحتى في باقي الدول العربية .



عموماً إذا كان جموع الداعين يرددون في هذا الشهر الفضيل اللهم اعتق رقابنا من النار .. يزداد
التوسل عند الصحفي اللهم اعتق رقبتي من " القِطعة " وبؤسها ." وماقرب إليها من قول أوفعل أو
كلم .. وأعد للمهنة جلالها .. فلن نجد كمعشر الصحفيون والصحفيات عند الهيئات ونقابات الصحافة
سواء أفعال التنديد والشجب من على كرسي مريح ."