Friday, November 23, 2012

الجحيم هو الآخر .. الآخر الأوربي


هناء الخمري - الجزيرة توك - جدة
الجحيم هو الآخر كانت هذه المقولة لجون بول سارتر في ذاكرتي وأنا أشارك بتجمع للشباب الأوربي والعربي خرجت فيها بجملة من الانطباعات عن حوار الثقافات الذي جمع شباباً بلغ عددهم 180 مشاركاً/ ــــة من جميــع الدول العربية والإتحاد الأوربي ودول شرق أوربا ...
سألت وأنا في حالة ركض كالعادة أين سينا الدنماركية ؟
رد علي كريستيان بأنها ذهبت
لفلسطين

ورد علي يوليوس السويدي بأنها ذهبت إلى
إسرائيل
وجاء جوابهما في ذات الوقت .. وفتحنا في جانب آخر نقاشاً عن فلسطين وإسرائيل لنصل لنتيجة ـ وفقهم ـ مفادها أن هناك جيل في أوربا ولد بعد أحداث سرقة واحتلال الأرض يظن أن هذه الأرض إسرائيلية ولا يستطيع أن يستوعب أنها أرض فلسطينية أو أنه سلم بالتلقين الإعلامي والتعليمي وأصبح يستعصي عليه الخروج من ذلك ..
يعتقدون أن ايران دولة عربية !
وجاء يبحث مع دنيس عن مشاركين ايرانيين في اللقاء هناء هل هناك أي مشارك من طهران ؟
وذهل
جورجيو من اليونان أن عدد الدول العربية 22 دولة عربية ولم يصدقوا أن الصومال وجيبوتي وجز القمر وموريتانيا دول عربية !!!..

الشباب الأوربيون يعتقدون أن الدول العربية هي فقط
الدول المتوسطية
التي تضم اسرائيل ،، لبنان ، سوريا مصر ، دول المغرب العربي الأردن التي لا تقع أصلاً على البحر الأبيض المتوسط ،، رغم ذلك يصرون على اعتبارها ارومتوسطية
لماذا ؟؟

كلما أسأل المسؤول ريو من البرتغال المسؤول عن الجانب الأوربي لماذا تعتبرونها دولة متوسطية ؟؟
يبتسم

اكتفيت بأن أفرد معه الأسباب السياسية التاريخية بين الحكاية
التي تحفظها تل أبيب للملك السابق
وحرب الغفران . والتي كتبت في وثائق حرب أكتوبر
التي أفرج عنها أخيرا.

ويكتفي هو بإيماءة وضحكة

البعض منهم كان يعتقد بأن المغرب العربي يتحدث الفرنسية  وبالمقابل المشرق يتحدث العنجليزية  يسخـــر منهم شاب جزائري في مداخلــة

الشباب الأوربي
لا يبادر إطلاقاً للمجيء ومحاولة التعرف علي ( الآخر )
دائماً كانت المبادرات من الجانب العربي
وعلى مدى أسبوع لم يحدث أن جاء منهم وسألني أحدهم
من أين أنتِ أو ما اسمك ؟
واكتــشفت أن هذا الــشعور منتشر بين أوساط المشاركون العـــرب
كان لا بد من طرح السؤال ..
كريس دنماركي يجيد العربية ،، يجيبني لأنهم يخافون منكم فأنتم
إرهابيون
!
أدعيت الذهول من الإجابة
لكن كريس أكثر شيء أصبح يتقنه في حياته اليمنية والشامية
هو
المزاح

ثم عاد بعد أن تدارك ذهولي مبرراً على ذمة كريس

"بأن مفهوم توجيه الأسئلة الشخصية عند الأوربي لشخص آخر لا يعرفه
منذ أول لقاء قد تحمل أو تفهم بأن الهدف من سؤال هذا الأوربي
تمييز أو عنصرية
لذلك يأتي سؤاله عن اسمك وخلفيتك في ختام النقاش معك !!
......

ايفان الروسي الذي يدرس الصحافة كان أعجوبة هذا الشاب ،،
وكأن المشرق العربي لم يكن
له أي علاقة سياسية أو تاريخ حافل بالمؤمنين بالعقيدة الاشتراكية
وسط كل هدوئه ولا مبالاته
يسأل آخيييراً

صحيح أنه في الإعلام العربي عندكم الإعلاميين والصحفيين
غير مهنيين
؟!!
هذا السؤال الوحيد الذي وجهه بشكل مباشر في أول زيارة له للشرق الأوسط
ونطق به بعد صمت طويل طوال فترة مجاورتنا

فهو سمع المعلومة من أستاذه في الجامعة ....


الشباب الأوربي دائمـا في حالات احتجاج
وقد قاموا وقرروا عدم المشاركة في صياغة الإعلان النهائي
ورفض بنوده لأنهم لم يشاركوا فيه منذ البداية


مشهد من الجانب العربي العربي
دائماً في كل اللقاءات أشعر أن الرفاق في المغرب العربي
تجدهم يكونون
(جيتوهات ) خاصة بهم ،،
لماذا ؟

No comments:

Post a Comment