هناء الخمري ـ الجزيرة توك ـ جدة
كلمة المجرمون التي وردت في عنوان التقرير بين قوسين هو خطأ متعمد. ففي قرارة نفسي ماكنت أقصده هو " أيها (المترجمون ) أعيدوا للنص روحه ".والذي قادني للعنوان الرئيسي أعلاه. هو الفعل الإجرامي الذي يمارسه أرباب الترجمة عند النقل من اللغات الحية إلى اللغة العربية خاصة الإنتاج الأدبي والإبداعي منها لنصبح مضطرين لتلقي مؤلفات ومكونات سردية خاوية من روحها بحاجة إلى ترجمة فوق الترجمة الأساسية بعد أن أُجهضت عقدتها بالترجمة الحرفية . فا لبرغم من أن الإنتاج الأدبي يعد أيسر الوسائل للتسلل إلى المجتمعات الأخرى وخاصة بعد سقوط البرجين وتهافت دور النشر على ترجمة الإصدارات الحديثة وكأننا أصبحنا في موسم ترجمه تاريخي يتوجب أن يكون لنا فيها النصيب من الحضور وما يحدث هو العكس..
في ظل افتقارنا لأدوات مهمة للتعامل مع هذه العملية .
انثيالات هذه الفكرة هبطت علي عند قراءتي لترجمة القصة العالمية "العجوز والبحر" لارنست همنغواي. الذي حظي بجائزة نوبل للآداب ، فاجئني خلوها من أي نكهة أو أي روحٍ أدبية ،ولم أجد أيما متعة في قراءتها. فأول سؤال هبط علي هو كيف وصلت هذه القصة إلى العالمية ؟،وقادني ذلك ـ بغض النظر عن طبيعة اختيارات نوبل ـ إلى واقع الترجمة في العالم العربي المتأخر عن هذا الركب بالمقارنة مع نظرائه في العالم ، وفوق ذلك تعاني الترجمة من عيوب أخرى وهذه التي أوردناها أحدها .
وقد
سبق أن قرأت منذ أيام تمديد مسابقة فرنسية تدعوا لترجمة أي أعمال أدبية من
الفرنسية إلى العربية لأن المشاركات العربية كانت نادرة ثم أصبحت أقل
بكثير من المتوقع .وهذه النقطة الأخيرة تقودني إلى النهضة الفكرية التي
قادها العلماء والمفكرين المسلمين في العصور الإسلامية السابقة في نقل
وترجمة المعارف اليونانية وفلسفاتها التي أصبحنا نتغيب منها الآن .
إذا
لانستطيع الاستهانة بهذا الحراك وخاصة في هذه الفترة الزمنية الحرجة .ونحن
في أمس الحاجة لامتلاك أكبر عدد من الأدوات لتوظيفها لصالحنا في ظل الهجمة
الشرسة على العالم العربي والإسلامي . ومبادرة إنشاء موقع يلم المترجمين
العرب تحت مسمى الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب - واتا
التي أطلقت بوابتها الإلكترونية المتخصصة للمترجمين العرب في الأول من
يناير 2004 في الشبكة العنكبوتية من الخطوات الجيدة لتدارك مايمكن تداركه
من باب " مالايدركجله لايترك كله."
No comments:
Post a Comment