أسدل
الستار على اللقاء ويعلن المذيع على القناة الإخبارية ( تأبين ) عفواً
يصحح الجملة يعلن (انتهاء ) فعاليات الحوار الثقافي بين القادة العرب
ونظرائهم (الآخرون).تطفأ القاعة أنوارها نتأمل ماذا بعد ذلك؟.أحاول
استقرائها أجد في كثير منها إلا قليلا أن ذلك النشاط لا يحمل إلا أجندة
أصحابها سواء كانت محطة وقتية أو استعراض أو أي كان..وهي بالمقابل ( رزق )
لوسائل الإعلام تكتبه وتذيعه وتلك القناة تبثها..
أقف
طويلاً بعد أن بدأ الغبار يتسلل لتلك القاعة التي شهدت حواراً. ويستبد بي
السؤال ماذا بعد ؟.!!أود أن نعترف تهكما إلى أيقدر تلوث الحوار مع الأخر
واختصر على الهم الذاتي لمنظميها وتفريغه منمشروع مجتمعي يدوم وقد تستمر
ثمراته لأجيال.إلى نشاط زمني ينتهي بتوصيات تتمرغ بالتواقيع وترقد طويلاً
بالأدراج وتحاول أن تلفظ أنفاس وجودها بالتصريحات تارة وأخرى.
أعود
انظر من حولي يتسلل لي الأمل والتفاؤل وأود أن أطرح و أقولب مقولة جان جاك
روسو ( الجحيم عيون الآخرين ) أرضاً ونجعل من الأخر جنة نستثمر فيها كل
الاختلافات والشراكات الإنسانية لنتقدم من خلالها ونكسر هذه الحدود الوهمية
بذكاء.
يتسلل
الأمل أكثر حين أعرف أن الشباب قادر على دخول ساحة الحوار الثقافي بدون
أجندة تلوثه ويترفع عن ذلك بنظرية إستراتيجية مجتمعية.شباباً سيتحملون
ألوية القيادة في أوطانهم يوماً. وسيتخلصون من خلال تجارب الحوار الإنساني
والثقافي ( من ثقافة النص وسلطوية التعليم المعلب) إلى التفكير والسؤال
والبحث عن الإجابات المشتركة وبسط أرضية العمل المشتركة.
تتسلل
جرعة أمل أخرى من نافذة مجاورة (وأنا والآخر )قررنا أن يستمر تشابكنا بعد
المنتدى ونواصل إعادة رسم الحقيقة عنا بفهم مشترك.. الأخر يسأل صورتكم سيئة
في إعلامنا أصبحنا نخافكم ؟! وأنا أجيبه.. يقاطعني باحترام.. أختلف معه
يختلف معي ( نتشارك أن هناك أخطاء من الجميع ) نقترب أكثر ونتصافح لأن
الاختلاف ليس مشروع خلافنا الحالي وإنما سنة كونية. دعونا نكسر عزلتنا
وأسطورات التعالي والتفرد والحكمة ضآلتنا مع ( الآخر ).
هناء الخمري – العربية السعودية / اليمن
No comments:
Post a Comment