Tuesday, April 10, 2018

الدميني شاعر الزنزانة واللحن



هناء الخمري _جدة.
سأعترف الآن أني ثملت من العشق حتى تجاوزت حد الكتابة . وأني تغربت بالحب حتى بلغت حدود الحراب . وأني سلكت طريق الغواية حين اهتديت بنفسي فشاغبت أمسي وأسرفت في سفري صوب برق السحابة . لأبحث عن صورتي في الخريطة عن قلمي في الجريدة عن حصتي من هواء المدينة  ."
هكذا يمارس عوالمه قادما من الزنزانة التي أنشد فيها اللحن مستقبلً  وليده بعد أن أجبر على الخلوة الشرعية  ليكون اسمه " نعم في الزنزانة لحن " هو الكتاب الذي يوثق لمشروع الإصلاح وقصة البيانات ومسيرته من خلف القضبان مرددا (ما تبقى من العمر إلا التي راودتني صغيرا، اتعبتني كبيرا، البلاد التي.سأغني لهودجها البدويّ، وأرقص بين يديها ومن خلفها مبصراً وضريرا.. )  .. يشهد على نفسه بأنه لم يقل لأباه في الصبا ما يُسِّرّ الفتى لأبيهْ  .." ثم يستفهم والصبح جاور جنبيه ( قيل ما يُثـقلك الآن وقد قاربت من خمسينك الأولى، وما زلت غلاماً صالحاً للذبح في الأعيادْ؟  قلت: قرناي جميلان وأخشى أن يراني عارياً، دونهما، الجلاّدْ .)

ذاك هو الشاعر على الدميني الصحفي والناشط الإصلاحي والموظف " سابقا " الخريج من كلية البترول والمعادن " وابن أم مهنة " تقلب في تباريح صاحبة الجلالة .. عقد الثمانينات كان عقده تحلق أهلوها حول ضجيج الحداثة ولعنتها في المجتمع ذو الخصوصية البالغة وكانت النقاشات في أوجها ، لشاعرنا صولات وجولات في المشهد الثقافي كونه أحد قادتها فقد أسس ( المربد ) أكثر الملاحق الثقافية المحلية سجالا ونقاشا في الثمانيات تَخرج من المنطقة الشرقية حيث كان هناك حتى  وافاها " الأجل الغير مسمى في الاختفاء هي ورفيقتها " النص الجديد " ..  " وهنا نُحرم التساؤلات ؟! ."
 وفي 2004 كان يوم " أمن" البياض فيه وسجاه ثقته .. فمنح توقيعه على  ورق أبيض ضمن أسماء طالبت بالإصلاح ..ليغدر به ذالك البياض فيصبح ممن نراهم في كل وادي يعتقلون ويقولون مايفعلون ."
هذا المثقف العضوي منذ أن تم إطلاق سراحه من السجن وأجوائه تردد 
( ها أنا أتمرن من الصف "الصف".. كيف أعود أليفاً وكيف أصير شفيفاً ) وهو يخوض قضيته وقصائده .. ويرسخ في الذاكرة  كشاعر للزنزانة واللحن ؟! يطل علينا من نافذة صحيفة الحياة اللندنية بقراءات واستقراءات متجددة في الحراك الثقافي المحلي والعالمي .. يسري لنا فيها أنه مازال على قيد الحياة ."

 أركض خلف رنين هاتفه وليس منه جواب ـ لم استغرب ذلك ـ فهو قد تدثر بالصمت يذكرنا " بحكاية كبرى متكئة على كراسي لا مقاعد لها " متخذاً من الشعر أرجوحته ، الدميني في الويكبيديا له تعريف خصص له ونحن كنا نبحث عن تعريفه  هو ."       
لازال هذا المهندس البترولي كعادته يمارس غواية الكتابة وأسرار الكيمياء.. متسائلة أي نتيجة وتفاعل سيقودنا إلى اجتماع هذه المعادلة الصعبة  .. نحاول القبض عليه فيما تجود به علينا محركات البحث .. فمؤلفاته في المنفى.. "
(أهلي وان جاروا عليّ فهم يدي ) في (الخبت )  تلك كانت الجملة التي ارتسمت في ذيل أشهر قصائده  اتركه هنا حتى..  لقاء ."

بدأ بتأمل أرشيف حياته فوجد صورة جانبية وبجوارها لوحة .. تأمل حالات أبطالها قرر لحظتها كتابة وصية  بقرب شباك وقبل أن ينتهي فوجئ بزيارة من الأصدقاء وكان وأخواتها  حضي منهم بإهداء شبة خاص بحث عن عنوان القصيدة فيها ووصل بعد آوانه  .. امامه لافته مرورية وعن يمينه رعود داخل الباص ،  ....  واحد .. صفر ضاعت الارقام من ذاكرته يهرب من فوهات الوجد .. بشتائم مرفوفة .. وصلاة الغائب على قلبه ."



No comments:

Post a Comment