Wednesday, June 27, 2007

جماعة ضغط " سلمية " تجدد المطالبة بقيادة المرأة للسيارة


بعد مرور 16 عام على معاقبة 47 امراة أقدمن على ذلك في العاصمة السعودية



هناء الخمري ـ الجزيرة توك ـ جدة

شكلت مجموعة من النساء السعوديات لجنة للحصول على حق قيادة السيارة. وقالت العضو المؤسس
في المجموعة فوزية العيوني "نريد أن نذكر المسؤولين بأن هذه - كما قال كثيرون - قضية اجتماعية
وليست دينية أو سياسية.. ونظراً لأنها اجتماعية، فلدينا الحق بتشكيل جماعة ضغط من أجلها".

هنا ينتهي الخبر الذي تناقلته الوكالات هذه الأيام لتبدأ استعادة القضية الجديدة القديمة " قيادة المرأة
للسيارة في المملكة " حيث تمنع من ممارسة هذا الحق حتى الآن ، هذه العودة للقضية يعيدنا إلى
سيناريوهات المطالبة الأولى بقيادة السيارة .

في يوم 9 نوفمبر 1990 ميلادي انطلقت ثلاثة عشر سيارة في مدينة الرياض يقودها نساء سعوديات
عدد النساء كان 47 امرأة يبلغن من 17 _55 عاما تتوزع أعمالهن مابين اكاديميات في جامعة الملك
سعود وطالبات في الجامعة ومعلمات واداريات في المدارس وربات منازل وسيدات أعمال ـقمن بذلك
في بلد تمنع فيه المرأة منعا باتا من الجلوس خلف المقود ـ وتم معاقبتهن وفصلهن من أعمالهن ومنع
أولياء أمورهن من السفر استنادا لفتوى الشيخين ابن باز وابن عثيمين ( يرحمهما الله ) ومضى على
الفتوى أكثر من 15 عاما والتي تقول نصها "إن ما أفضى إلى محرم فهو محرم . وأن درء المفسدة إذا
كانت مكافئة لمصلحة من المصالح أو أعظم مقدم على جلب المصالح لذلك لايجوز قيادتها للسيارة ".


وقام المواطنات السعوديات بهذه الخطوة عندما تم احتلال الكويت وقتل واسر الرجال الكويتيين , حيث
اضطرت نسائهم الى قيادة السيارات برا واللجوء إلى السعودية فسمحت لهم السلطات السعودية
بالدخول وهن يقدن السيارات و إن بعض المجندات الأمريكيات في الرياض قدن سياراتهن في شوارع
العاصمة مما حفز نساء الرياض وشجعهن على حد تعبير أحداهن ، ومن المواقف التي رافق
الموضوع حين طلب شرطي المرور ابراز رخصة القيادة لإحداهن وسرعان ما أبرزت له أحداهن
رخصتها الأمريكية الأمر الذي زاده حيرة وقلقا."

وشهدت هذه الحادثة تفاعلا كبيرا على أصعدة مختلفة حتى من الناحية الأديبة وخلقت مناظرات شعرية
(مع وضد) من أقدمن على هذه الخطوة منها قصيدة علي الدميني منافحا لوصف البعض لهن بالفاسقات
والفاجرات يقول فيها

أتانا على القرب أن الرياض تضج بيوم المرور وأن المدينة تفتح أبوابها للعبور وأن النساء يلدن
الحمائم يوماً ويوماً يلدن الصقور ويوماً يحركن هذي الميادين حتى تضج القبور أيا امرأة في بلادي
أقدس أوراقها وأمجد راياتها وهوايا لها بحة خافية."



لذلك أصبح الملاذ الوحيد هو توفير سائق مقابل 500 ـ 800 ريال سعودي أو الاعتماد على الأخوة أو
الاقارب الذكور حسب المتوفر لنقلهن إلى أعمالهن أو المدارس أو التسوق. ، بالرغم أن نساء البادية
في شمال وجنوب المملكة العربية السعودية يتمتعن بقيادة السيارة منذ أكثر من 30 عاماً وحتى اليوم.
وسكان المنطقة الشرقية يسمحن لزوجاتهن بقيادة السيارة في البحرين لمجاورتها وهن يملكن رخص
لها ."

وكان قد أثار الدكتور محمد آل زلفة من سنتين العضوفي مجلس الشورى، إمكانية السماح للمرأة التي
يتجاوزعمرها 35 عاماً أو 40 عاماً قيادة السيارة .. ووجدت دعوته ردود أفعال معارضة ومستنكرة ."

وعلى الصعيد نفسه قدَّم 102 مواطنة ومواطن سعودي (60 منهم من النساء) خطابا إلى الجمعية
الوطنيةلحقوق الإنسان " تأسست منذ ثلاثة أعوام " يعلنون فيه تضامنهم مع حكومة المملكة العربية
السعودية ويطالبون برفعالحظر عن قيادة المرأة السعودية للسيارة وتوفير وسائل نقل آمنة للسعوديات
اللاتي لا تتوفر لديهن وسائل نقل عامة وميسرة تغطي احتياجات كافة الشرائح، ووجهن دعوة إلى
المواطنات والمواطنين إلى مخاطبة الجمعية للتضامن مع هذا المطلب. وطالب مقدموالخطاب في حالة
استمرار هذا الحظر «الجهات الرافضة سواء كانت أفراداً أو جهات بتعويضات عن الخسائر التي
يتكبدنها يومياً على صعيد التنقل اليومي أو استقدام السائقين ومشقة توفير السكن والإعاشة وغيرها
من متطلبات. واحتوت قائمة الموقعين على الخطاب على أطياف وفئات عمرية متنوعة بين أكاديميات
وطبيبات وإعلاميات وسيدات ورجال أعمال وأكاديميين وربات منازل ومعلمات وطلاب وطالبات
جامعيات من مختلف أرجاء المملكة العربية السعودية، وتميزت القائمة باحتوائها توقيع عائلات
سعودية بإدراج اسم الزوج وزوجته وبناته وأبنائه المهتمين فيحصول المرأة السعودية على هذا الحق.



وفي اتجاه معاكس.. سبق وأن أصدرت 118 شخصية سعودية بياناً بـعنوان (بيان العلماء وطلبة العلم
حول قيادة المرأة للسيارة)، بدأ بذكر منزلة المرأة في الإسلام وأشار الموقعون إلى أن أي سعودي أو
سعودية يطالبون بالسماح بقيادة المرأة السعودية للسيارة، ينتمون إلى المبطلين الداعين لتحرير
المرأة، ولذلك قام الموقعون بإصدار البيان ونشره في وسائل الإعلام. ولم يكن من بين الموقعين أي
امرأة !

يتقدمهم الشيخ ابن جبرين والشيخ عبدالعزيز الراجحي، فيما ضمت قائمة الموقعين 15 أكاديمياً من
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض أو بفرعها في الأحساء، إضافة إلى 7 سعوديين
منتمين إلى المعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتسعة من القضاة في
المحاكم التابعة لوزارة العدل، إضافة إلى مستشار قضائي بالوزارة نفسها، والباقين ينتمون إلى جهات
حكومية رسمية مختلفة. "

يجدر الإشارة أن المجموعة التي أسست للمطالبة بقيادة المرأة للسيارة في السعودية الهدف منها نشر
الوعي بأهمية قيادة المرأةللسيارة والمطالبة لدى المسؤولين في الدولة بالسماح للنساء بمزاولة
والحصول على حقوقهن الاجتماعية التي لا تتعارض مع الشأن السياسي والديني., وتم تأسيس لجنة
مكونة من أربع سيدات هن وجيهة الحويدر "موظفة بأرامكو وكاتبة صحفية" وابتهال المبارك
"صحفية سعودية" وهيفاءأسرة "ناشطة اجتماعية" إضافة إلى المؤسسة فوزية العيوني, والمطالبة
بحق القيادة وذلك من خلال إنشاء عريضة وستظل العريضة مفتوحة لمن أراد التوقيع طوال السنة. من
كل المؤيدات لقيادة المرأة وهدفها شرح وجهة نظر النساء حول قيادة السيارة ."

من المفارقات التي تتناقلها وسائل الاعلام هو أن ما يقدر بنحو 98 ألف سيارة في السعودية مسجلة
بأسماء سيدات عددهن نحو 43 ألف سيدة،مشيرة إلى أن أول سيارة امتلكتها سيدة كانت في عام
1981م. يوجد أكثر من مليون سائق أجنبي تتكلف رواتبهم نحو 18 مليار ريال سنوياً. هناك أكثر من
300 سعودية يعملن في دبي وغالبيتهن يقدن سيارات. تحمل كثير من السعوديات رخصة قيادة
دولية.."        

No comments:

Post a Comment