شهد أحد سجون
الطائف ـ غرب السعودية ـ قبل أيام أغرب حالة زواج بين سجين محكوم عليه بالإعدام
وفتاة تبلغ من العمر 15 عاما، هي ابنة لأحد السجناء المحكوم عليه بالقصاص أيضا،
وقد احتفل نزلاء العنبر بالعريس بإلقاء الخطب، والقصائد الشعرية، كما ألقى مدير
إدارة السجون بمحافظة الطائف كلمة هنأ فيها العريس ووالد العروس..
ويعلل العريس إقدامه على الزواج برغبته في إنجاب ولد يدعو له بعد الموت، وإن كان يؤمن بأن الحياة
والموت علمهما بيد الله، أما والد العروس فيشير
ـ بحسب صحيفة «الوطن» السعودية ـ إلى أن ابنته مقتنعة
بهذا الزواج، ولم يجبرها عليه، وأنها طلبت أن ترى الزوج قبل عقد القران وتم لها ذلك، كما أنها
حصلت على مهر 35 ألف ريال، فيما حدد المؤخر بـ 30 ألف ريال.. ومن الجدير بالذكر أن
ثمة تنظيمات في
السجون السعودية تسمح للسجين بلقاء زوجته مرة كل شهر أو نحو ذلك في مقر خصص لهذه اللقاءات.
كنت أطالع تفاصيل ذلك الحدث وقد اصطرعت في دواخلي
الفكر، ولم أعد أدري هل أبارك في نفسي للعروسين، أم أشفق على هذه الفتاة الصغيرة
التي وجدت نفسها تخوض أغرب مشروع اقتران برجل ظل على رصيف القلق 13 عاما في انتظار
تنفيذ حكم الإعدام،
الذي يمكن أن يتم في أي لحظة قادمة.. نعم لم أعد أدري كيف أضبط مشاعري، وإلى أين يمكن توجيهها، وفي وسط كل هذه
الحيرة حمدت الله، وسألته العافية، وفي
أعماقي شيء من الأمنيات بأن يوفق الله ذوي الدم فيعفون
عن العريس القاتل ابتغاء وجه الله، فلعل تلك الزوجة الصغيرة تشكل فألا حسنا، يحث القلوب الرحيمة
على بذل الوساطة الخيرة لإنقاذ رقبة زوجها، الذي بدا في صورة العرس فرحا يشوبه
الاستسلام لما يمكن أن يفعله به القدر.
وقضايا القتل من القضايا التي تشغل بال الرأي العام، وكنت قد نشرت بتاريخ 27/10/2007 مقالا
بعنوان «قراءة في إحصاءات الجريمة»، استندت
فيه إلى إحصائية نشرتها إحدى الصحف، أظهرت أن عدد جرائم
القتل في السعودية في عام 2006 نحو 15492 حالة بزيادة قدرها 1452 حالة عن عام 2005، وقد صحح لي مصدر
بإدارة الإعلام
في الأمن العام من خلال اتصال هاتفي هذه المعلومة، مشيرا إلى أن ذلك الرقم يضم جميع حالات الاعتداء على النفس
التي تشمل المشاجرات ومحاولات الانتحار وغيرها،
أما حالات القتل العمد فهي لم تتجاوز في ذلك العام 217
حالة، بينما بلغت حالات القتل الخطأ 40 حالة، ولذا وجب التنويه، بل والاعتذار أيضا.
|