هناء الخمري - الجزيرة توك - جدة
يراقب
المهتمون وعشاق ( الذاكرة الحجازية ) بأسىً بالغ حالة الاحتضار التي تمر بها
المنطقة
التاريخية بجدة "المصنفة عالميا "
والتي تضم ما يقارب 500 مبنى تاريخي تتراوح أعمارها بين
الخمسمائة والمائتي سنة، 17 بالمائة منها مهجورة و13 بالمائة
منها قابلة للسقوط ، وبدأت الحرائق
تلتهم تاريخ
وجه " العروس " مسمى يطلق على مدينة جدة " و لا تزال المدينة تحاول التعافي
من
صدمة أربعة حرائق في أبرز أبنيتها منها (بيت
سلامة، وبيت باناجة، وبيتين لآل شيخون).كما سقطت
أجزاء من بيت (الجوفدار) الشهير في وسط المنطقة التاريخية،
وتجاعيد السنين بدأ يخترق بيت نصيف
الشهير الذي
تحول إلى متحف. وهناك جهود لالتفات إلى هذا الإرث الحضاري العريق التي يعود
تاريخها إلى أكثر من500
سنة.
ويمتد تاريخ بعض الآثار إلى عهد الخلفاء
الراشدين .. ومن باب تدارك مايمكن تداركه تم تدشين
الحملة الوطنية " كلنا مسئولون " لنظافة المنطقة التاريخية
بمشاركة أكثر من 500 مشارك من
طلاب المدارس
والكشافة ،ومنسوبي الأمانة ،وعمد وأهالي المناطق التاريخية وعدد من المتطوعين
والمتطوعات بإزالة التشوهات في تنظيف 500 موقع
و300 موقع تعاني من تشوه كتابي ، إضافة إلى
تنظيف 8 مساجد تاريخية ،وتقليم 9 حدائق وتقوم الهيئة العليا
للسياحة بالتعاون مع أمانة محافظة جدة
على
تنفيذ خطة تطوير المنطقة التاريخية (البلد) ومدينة جدة بشكل عام كون موعد
تصنيفها العالمي من
«اليونسكو» بات
قريباً.
كما عززت إدارة الدفاع المدني بمنطقة مكة
المكرمة بالتعاون والتنسيق مع أمانة محافظة جدة لدراسة
انهيار المنازل التاريخية والبيوت القديمة في وسط البلد .. كما
هناك مشروع لتطوير المنطقة التاريخية
يعمل بخطة
خمسية كبيرة تقوم على " الشراكة التضامنية " مع الأمانة والهيئة العليا
للسياحة و قطاع
الآثار ، رغم ذلك لاتزال تئن
المنطقة من فوضى الإهمال رغم أنها مزار سياحي مهم وكانت هذه البيوت
التي طالها الانهيارات مقر سكن الأسر الجداوية
والحجازية العريقة والمعروفة في زمن مضى ..
وانضمت كل تلك الأسر "ضمن موسم الهجرة إلى شمال مدينة جدة الراقي
" بعد أن تطاول رجال
الأعمال وحتى الرعاة هناك
في البنيان وأصبحت تلك البيوت في المنطقة التاريخية خالية من سكانها
وأصحابها إلا من هواء المدينة ونلحظ اختلال
ديموجرافيتها، وزحف العمران الحديث داخل حرمها
التاريخي ، وتأريخ نشأة مدينة جدة يعود إلى 3000 سنة تقريبا حيث
أنشأها جماعة من الصيادين كانوا
يستقرون فيها
أثناء رحلاتهم للصيد البحري،وجدة القديمة التي بلغت مساحتها 1 كلم مربع
وأحيطت
بسور حينها تكونت من أربع حارات مصبوغة
بنكهة حجازية هي (حارة البحر وحارة اليمن وحارة
الشام وحارة المظلوم ولكل منها حكايتها.
وتضم هذه الحارات التاريخية أسواقاً ما
زالت تسكن ذاكرة "الجداويين" وزوارهم منها سوق
الخاسكية وسوق الندى وبينهما سوق قابل هذا من أسفل ومن فوق سوق
البدو وباب مكة وبينهما
سوق العلوي وسوق باب
شريف. .. مازال عشاق هذه الذاكرة يتأملون هذا التحركات بإنهاء جدل تطوير
المنطقة صوب مرحلة تنفيذية فعلية علها تنقذ
تحول التاريخ إلى مقبرة من رماد !!."
No comments:
Post a Comment