لدي إشكالية في اعتماد المحليين المفرط على قضية الحرب الباردة بين
إيران والسعودية لشرح اسباب اندلاع الحرب في اليمن. كأحد دارسي قضايا النزاعات
والسلام، نعرف ان قرار إشعال الحروب تقوم على عمليات حسابية توزن فيها المحفزات
والمكتسبات من تفجير حرب. ومن السذاجة أن نؤمن إيماناً مطلقا أن الحرب السعودية في
اليمن دُفعت بناء على اسباب إقليمية فقط.
هذا الموقف لا ينكر وجود عامل إقليمي محفز
لكن هذا العامل ليس كافيا لإتخاذ قرار سياسي خطير كالحرب. هذا الموقف يستنكر التقليل وفي
أحياناً أخرى التجاهل للعوامل والحسابات الداخلية السياسية في بيت ال سعود. لأن هذه
الحسابات الداخلية برأي، هي قادرة على شرح منطق المغامرة العسكرية المفاجاءة التي
أقدمت عليها المملكة، بعد عقود من حروب بالوكالة. الى جانب العوامل الداخلية ، من
المهم الغور في حالة الفتور التي شابت العلاقات الأمريكية السعودية بسبب سياسة
إدارة اوباما التي اعتمدت مبدأ القيادة من الخلف في التعامل مع قضايا المنطقة. وبالتالي، دراسة المساومة التي تبادلها الطرفين للسماح بإستخدام القوة العسكرية في اليمن.
إن تكرار نظرية النزاع الإقليمي بين إيران والسعودية يورطنا في
التحول لأبواق للآلة الإعلامية السعودية، عبرإعادة سرد وجهه نظر أحد أطراف النزاع ( السعودية في هذه الحالة)وبالتالي، نمنح بوعي أو بدون وعي، الشرعية لذاك الطرف بأن يتصدى لهذه المواجهة الإقليمية الباردة ... وللأسف، يبدو أن الكثير من الخبراء قد وقعوا بالفعل في هذا الفخ.
No comments:
Post a Comment