هل الله موجود؟
يارجل من المستحيل أن تكون مسلم و متدين في الدنمارك...
بالمنحة !!
هذه البلاد هي من أكثر البلدان العلمانية بل والملحدة،
غالبية المواطنين لا يؤمنون بشيء،،
كانت مفاجاءة عندما سمعت شاب يقول أن الله غير موجود!!!
غير موجود!! بكل هذه البساطة ، وأنا أمضيت 12 عاماً أدرس
كل الحصص الدينية من التوحيد والفقة والتجويد وحصة القرأن في مدرستي السعودية،
وأنت تقول أن الله ليس موجود!!
نعم ليس موجود.. هزة كبيرة.. لا أفهم .. كيف لا يكون
موجود .. وأنت أيها الدنماركي موجود
ثم يأخذونني إلى رحلة علمية، الأرض إنفجرت، ووحدث أن
جئنا بالمصادفة، ومن ثم حدث أن تطور الإنسان من قرد... كل هذه المعلومات والأحاديث
منطقية..
ثم أفتح معهم الجدلية، وأنقل كل المعلومات التي أحفظها
عن ظهر قلبي من الحصص الدينية والتي نجحت فيها بدرجات مرتفعة،
ثم أصدم بسؤال من خلق الله من البدابة إذا، أعود إلى
ماكينة المعلومات في رأسي من حصص المعلمات في مدرستي الحكومية.. لا أجد جواباً
أكثر.. لأول مرة أشعر بأني أسقط في كل المواد الدينية التي درستها.
أسقط في الواقع ...
لماذا، لأن إيماني وأمور كثيرة في داخلي هي محفوظات عن
ظهر قلب، هي مورثات أباً عن أب، هي أسئلة جاهزة منحتها، وعلي أن لا أسأل أكثر، لأن
للشيطان مداخل لا تفتحيها.. قالت الأستاذة عندما سألتها عن الشك الذي قد يكون.
نحمل الشك، وعار الصمت من الإعلان عنه، لا نتحدث، لا
نجادل ، تعلمنا أصول الكبت حتى لا نفتح للشيطان ، أين هو هذا الشيطان.. أخافني،
وكبل عقلي من الحديث العالي...سحقاً
النتيجة التي وصلت إليها ، أن إيمان بدون أختيار يسقط كثيرا
في هذه البلدان الباردة ، في هذه الليالي التي تسود جوانبها ويبحثون عن الدفء فيها
بإلتفاف حول شعلة من النار والحطب، والخمر الأبيض يدفء مروره في الجوف... في هذه
البلاد التي يفترض أن تصوم فيها أكثر من 20 ساعة،، تسمع فيها إمرأة دانماركية
تبتسم وتقول لي،، الإسلام صمم للجزيرة العربية وللصحراء لكن ليس للشمال البارد.
ثم تفكر وتعيد الكرة المرتين !!!
وأعود بذاكرتي لبراءة الطفل في داخلي الذي لا يفكر في
بعواقب السؤال وقوانينه
وأذكر أني سألت والدي في استهلالية البحث والإكتشاف ..
من خلق الله ؟؟
فهمس في أذني أسألي الله عندما تلتقين بيه ... أنا لا
جواب عندي!!
وبدأت أسأل السؤال لأأعرف محلي من الإعراب والإيمان!!!
هناء هل الله موجود، هل تؤمنين بوجود الله في داخلك،
وفقط تعلمتي الإيمان بذلك...
أكاد أجزم، أن معلمة التوحيد في مدرستي، التي علمتني
ترديد ( من ربك؟ ربي الله الذي حلقني ورباني بنعمته)
كانت ستحوقل إذا
قرأت مدونتي
وتبكي على أن قلبي زاغ عن الحق، وأني في طريقي إلى
الهلاك
لكني، أعيش في هذه الغربة الإختيارية والمؤقتة تجربة
روحية عظيمة
تساءلات تتلبسني، وبحث رائع في الدواخل،
أفضل أن يكوني إيماني إختياراً، صناعتي الخاصة على أن
يكون
صناعة إجتماعية أو ثقافية أو حتى مدرسية يسقط سريعا أمام
التجربة الدنماركي .. لهوانه وضعف جذوره!!
أفضله أن يكون أو لا يكون أبداً
والله أرحم بي من الشرطة الدينية، هيئة الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر، .. ومن جميع خلقه...
هناء الخمري - الدانمارك -2010