ابنة
الصحافة الانتقالية ماجدة أبو فاضل.. وحوارٍ من مواطن البدء الأولى
هناء الخمري ـ الجزيرة توك ـ بيروت
تسأل الزعيم الراحل ياسر عرفات كم أملك من الوقت لإجراء الحوار معك ؟ رد عليها أنتِ وشطارتك .. "مدام هيك بسيطة قادرين عليها " هكذا تمنحه الإجابة وتحصد ضحكته وحوارٍ شامل .. تظن في ركضها أنها تفترش الثلاثين لكنها قادرة على التحديق في عينيك سائلة بنت كم تعتقد ني ؟؟ .. تواصل ماجدة أبو فاضل في العقد الخمسيني ركضها مواصلة عطائها وعشقها للمهنة "كإعلامية تنبض شباباً " بعد أن دلف هذا الوصف الأخير ثنايا الحوار معها في الجامعة الأمريكية في بيروت في ختام دورة تغطية الانتخابات التي تشرف عليها كونها مديرة برنامج تدريب الصحافيين في الجامعة. أقول أنت ابنة الصحافة " المطبوعة شرعاً " تقاطعني أنا ابنة الصحافة "الانتقالية " ..
عَرفتُ الكتابة بالآلة الكاتبة أولا ثم الآلة الكاتبة الكهربائية _هذا الحديث كان في أواخر الستينات _ثم الآلة الكاتبة الإلكترونية ومنها تتطورنا إلى الحاسب الآلي والمحمول .. تواكب العصر بعصره ترفض الحياة في رثائيات الماضي والوقوف على أطلال ماكان بل الأهم الرقي والنهضة بالصحافة. هذا جل ماتريد بلوغه والعمل للمستقبل أكثر ماتحيا له. التخصص أكثر مايفتقر إليه واقع الإعلام المحلي فتصر في حديثها على أهمية التدريب والتطوير وتستنكر على رؤساء ومدراء التحرير الذين يتعاطون مع التعلم والتدرب بعنجهية.. تؤيد أن الصحافة الإلكترونية قادمة بسطوة كبيرة لكن عليها أن تتحصن بضوابط ليست قانونية وإنما أخلاقية فهي أكثر الوسائل انتشارا كالنار في الهشيم بين الأفراد فيجب أن يتحلى أصحابها بالمسئولية الأخلاقية سواء كان صحفيا أو كمؤسسة إلى جانب مسئوليته تجاه القارئ ، المشاهد ، المتصفح ، المستمع .." يكفينا مرتزقة في المهنة ".. اسألها ذكرت هذا الحديث من تقصدين بذلك ؟؟ فتشير إلى من يكتبون للجهات ويزمرون ويعملون كبوق إعلامي في سبيل مقابل مادي يحصدونه تحت الطاولة فوق الكرسي " على عينك ياتاجر " متجاهلين أخلاقيات المهنة .." الحظ أنها تحيا بهاجس الحياة بهذه الأخلاقيات " وتثق أن التمسك بها قادها إلى الكثير من الإنجازات فهي أول امرأة عربية تجري حوار مع وزير الدفاع الأمريكي الأسبق كاسبر واينبرجر .. ناهيك عن لقاءها مع الرئيس الأمريكي جيمي كارتر وانديرا غاندي ومن العالم العربي الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عصمت عبد المجيد بمصر، الملك عبدالله الثاني بالأردن ، الرئيس السابق جعفر النميري بالسودان .. وحدثتني عن معاصرتها لتفاصيل فضيحة وترغيت فترة دراستها في واشنطن في الحوار.. ليتبدى لي أني أمام معجونة بعشق المهنة . "
كان لابد من المرور على الأوضاع في لبنان .. ست ماجدة كثيرون يصفون الوضع هنا بأنه تحول إلى متاريس إعلامية أكثر منها موضوعية حتى أضحت افتتاحية النشرات الإخبارية " بدعة لبنانية " مالذي قادها إلى ذلك ؟ تسبق الإجابة بتنهيدة وتقول الضغوط السياسية ، الافتقار للمهنية غياب الاهتمام بالمستوى الإعلامي للعاملين في المؤسسة في الجانب التعليمي والتدريبي .. غياب الأخلاقيات ..وهذه الأخيرة وكأنها أضحت لامحل لها أبدا من الإعراب لماذا نتجاهلها رغم أنها عنصر مهم جدا في الصحافة كيف يمارس المهنة متجردا منها كل هذا يطبق في أي عمل لكن المسئولية تزداد على الصحفيين فهي تحمل نفوذ السلطة الرابعة مثل ماشاهدنا في فيلم "كل رجال الرئيس" كيف أسقط صحفي الواشنطن بوست حكومة بأكملها هذه سلطة قد تقيم حرب وتنهي كيانات وتتسبب في انتحار أفراد والتاريخ شاهدا على أمثلة من ذلك إذا ًالمسئولية على عاتقنا كبيرة ."
تستدرك في وسط الحديث وتبدي انزعاجها من القمع والاستبداد الذي يمارس على الصحفيون حتى لايكاد قادرا على التنفس " يمشوه على العجين مايلخبطوش "على حد تعبيرها .. وانزعاجا آخر تطلقه من الذي لايفرق بين الخبر والرأي ويخلط الحابل بالنابل وشعبان برمضان..وتتطرق إلى هامش الحرية المتفاوت بين دولة وأخرى و تؤمن بأهمية الطب الوقائي وبأن على المراسل في مناطق الخطر أن يأخذ حذره فالصحفي الميت لن يخدم المجتمع على حد تعبير ديفيد راندال كبير محرري الإندبندت . "
هذا اللقاء كان لابد فيه من تذكر روز اليوسف كان فيها من القسوة بمقدار مافيها من الحنان وفيها من الكبرياء بمقدار مافيها من التواضع هكذا كان يصف احسان عبدالقدوس "امرأة بعشرة رجال " كما أُطلق عليها ,, هل غبن من هن بحجمها أو ماذا .. اسألها فتجيب .. النماذج موجودة لكن قد يكون هناك تقصير كبير للتعريف بهم ولم يمنحوا الفرصة الكافية للاعتراف بإنجازاتهم هناك أعداد لابأس منها حققت إنجازات كبيرة ومنهن من وصلن مراتب عليا لكن يبقى هناك السقف الزجاجي هذا الحاجز الذي يمنعهم من بلوغ مراتب أكبر وفق " أعراف القبيلة والمجتمع " أي كان .. لكن أتفق بأنه لم يشر إليهن كفاية ومن جانبي كنت تناولتهن في بعض الجلسات والمؤلفات وايضا المرأة بدورها تساهم بسوء وضعها حين لاتطالب بحقها الحق ينتزع لايأتيك على طبق من ذهب والجرأة لابد منها ."
ست ماجدة بما أننا تطرقنا للمرأة .. باستثناء عزمي بشارة عمرو حمزاوي عبدالباري عطوان نجوم الجزيرة لماذا تغيب المرأة المحللة والخبيرة الاقتصادية والسياسية في القنوات الإخبارية بحجم المذكورين ؟ كان هذا كفيلا لأن تنتفض قبل الإجابة مصرحة .. هذا الغياب خطأ فهناك نماذج متخصصة وقادرة على بلوغ ذلك وأكثر أنا في فترة من فترات عملي توليت العمل الصحفي كمراسلة متخصصة في شؤون الدفاع الأمريكي لذلك يجب أن نتحرر من الصورة النمطية المرتبطة بالمرأة ككلام نواعم الطبخ الأطفال لماذا لاتستشار كعالمة وخبيرة في الكيمياء والفيزياء الصيدلة الفلك هذا تقصير إعلامي ."
تصفحت معي الجزيرة توك " إلا قليلا" أحدثها عن الشعار وعن التجربة ليطل السؤال برأسه كيف تنظرين لهذه التجربة وماذا تقولين لجموع المراسلون الشباب ؟ هذا مجهود ممتاز ويجب علينا أن نشجع الصحفيين الشباب وأن يكون لهم منبر يتحدثون منه هذا رائع ، لكن أنا أناشد من يدخلون معترك الصحافة مهنة الصحافة مليئة بالمتاعب عليهم المثابرة وأن يكونوا ملمين باللغات هناك تقصير بشكل رهيب في العالم العربي باللغات علينا أن لا نكون محصورين وكأننا بنفق بل علينا أن نخرج من الصندوق ونتواصل مع العالم الغربي يكفينا شعارات ملتنا قبل أن نملها .."
انتهى الحديث المسجل معها قمت بتأملها استغرب عودتها من دول أجنبية وغربية تهفو القلوب إليها . وهي مجددا إلى بيروت حيث مواطن البدء الأولى منها خرجت وإليها تعود .. اسألها "كاابنة أم مهنة " أنى لك وقود الإستمرار هذا " تجيبني " حبي للصحافة ، التحدي ، بضع من الجنون " أكيد راح أعمل مين قال مابقدر بدي فرجيكم أني راح أوصل " ثم تضحك.. نقف سويا نواصل " الهذر عن المهنة " ثم توديعٌ وثلاث قُبلٍ على العنابي.. " أظن لحظتها أني غادرتُها لكنها لم ولن تُغادرني.."
هناء الخمري ـ الجزيرة توك ـ بيروت
تسأل الزعيم الراحل ياسر عرفات كم أملك من الوقت لإجراء الحوار معك ؟ رد عليها أنتِ وشطارتك .. "مدام هيك بسيطة قادرين عليها " هكذا تمنحه الإجابة وتحصد ضحكته وحوارٍ شامل .. تظن في ركضها أنها تفترش الثلاثين لكنها قادرة على التحديق في عينيك سائلة بنت كم تعتقد ني ؟؟ .. تواصل ماجدة أبو فاضل في العقد الخمسيني ركضها مواصلة عطائها وعشقها للمهنة "كإعلامية تنبض شباباً " بعد أن دلف هذا الوصف الأخير ثنايا الحوار معها في الجامعة الأمريكية في بيروت في ختام دورة تغطية الانتخابات التي تشرف عليها كونها مديرة برنامج تدريب الصحافيين في الجامعة. أقول أنت ابنة الصحافة " المطبوعة شرعاً " تقاطعني أنا ابنة الصحافة "الانتقالية " ..
عَرفتُ الكتابة بالآلة الكاتبة أولا ثم الآلة الكاتبة الكهربائية _هذا الحديث كان في أواخر الستينات _ثم الآلة الكاتبة الإلكترونية ومنها تتطورنا إلى الحاسب الآلي والمحمول .. تواكب العصر بعصره ترفض الحياة في رثائيات الماضي والوقوف على أطلال ماكان بل الأهم الرقي والنهضة بالصحافة. هذا جل ماتريد بلوغه والعمل للمستقبل أكثر ماتحيا له. التخصص أكثر مايفتقر إليه واقع الإعلام المحلي فتصر في حديثها على أهمية التدريب والتطوير وتستنكر على رؤساء ومدراء التحرير الذين يتعاطون مع التعلم والتدرب بعنجهية.. تؤيد أن الصحافة الإلكترونية قادمة بسطوة كبيرة لكن عليها أن تتحصن بضوابط ليست قانونية وإنما أخلاقية فهي أكثر الوسائل انتشارا كالنار في الهشيم بين الأفراد فيجب أن يتحلى أصحابها بالمسئولية الأخلاقية سواء كان صحفيا أو كمؤسسة إلى جانب مسئوليته تجاه القارئ ، المشاهد ، المتصفح ، المستمع .." يكفينا مرتزقة في المهنة ".. اسألها ذكرت هذا الحديث من تقصدين بذلك ؟؟ فتشير إلى من يكتبون للجهات ويزمرون ويعملون كبوق إعلامي في سبيل مقابل مادي يحصدونه تحت الطاولة فوق الكرسي " على عينك ياتاجر " متجاهلين أخلاقيات المهنة .." الحظ أنها تحيا بهاجس الحياة بهذه الأخلاقيات " وتثق أن التمسك بها قادها إلى الكثير من الإنجازات فهي أول امرأة عربية تجري حوار مع وزير الدفاع الأمريكي الأسبق كاسبر واينبرجر .. ناهيك عن لقاءها مع الرئيس الأمريكي جيمي كارتر وانديرا غاندي ومن العالم العربي الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عصمت عبد المجيد بمصر، الملك عبدالله الثاني بالأردن ، الرئيس السابق جعفر النميري بالسودان .. وحدثتني عن معاصرتها لتفاصيل فضيحة وترغيت فترة دراستها في واشنطن في الحوار.. ليتبدى لي أني أمام معجونة بعشق المهنة . "
كان لابد من المرور على الأوضاع في لبنان .. ست ماجدة كثيرون يصفون الوضع هنا بأنه تحول إلى متاريس إعلامية أكثر منها موضوعية حتى أضحت افتتاحية النشرات الإخبارية " بدعة لبنانية " مالذي قادها إلى ذلك ؟ تسبق الإجابة بتنهيدة وتقول الضغوط السياسية ، الافتقار للمهنية غياب الاهتمام بالمستوى الإعلامي للعاملين في المؤسسة في الجانب التعليمي والتدريبي .. غياب الأخلاقيات ..وهذه الأخيرة وكأنها أضحت لامحل لها أبدا من الإعراب لماذا نتجاهلها رغم أنها عنصر مهم جدا في الصحافة كيف يمارس المهنة متجردا منها كل هذا يطبق في أي عمل لكن المسئولية تزداد على الصحفيين فهي تحمل نفوذ السلطة الرابعة مثل ماشاهدنا في فيلم "كل رجال الرئيس" كيف أسقط صحفي الواشنطن بوست حكومة بأكملها هذه سلطة قد تقيم حرب وتنهي كيانات وتتسبب في انتحار أفراد والتاريخ شاهدا على أمثلة من ذلك إذا ًالمسئولية على عاتقنا كبيرة ."
تستدرك في وسط الحديث وتبدي انزعاجها من القمع والاستبداد الذي يمارس على الصحفيون حتى لايكاد قادرا على التنفس " يمشوه على العجين مايلخبطوش "على حد تعبيرها .. وانزعاجا آخر تطلقه من الذي لايفرق بين الخبر والرأي ويخلط الحابل بالنابل وشعبان برمضان..وتتطرق إلى هامش الحرية المتفاوت بين دولة وأخرى و تؤمن بأهمية الطب الوقائي وبأن على المراسل في مناطق الخطر أن يأخذ حذره فالصحفي الميت لن يخدم المجتمع على حد تعبير ديفيد راندال كبير محرري الإندبندت . "
هذا اللقاء كان لابد فيه من تذكر روز اليوسف كان فيها من القسوة بمقدار مافيها من الحنان وفيها من الكبرياء بمقدار مافيها من التواضع هكذا كان يصف احسان عبدالقدوس "امرأة بعشرة رجال " كما أُطلق عليها ,, هل غبن من هن بحجمها أو ماذا .. اسألها فتجيب .. النماذج موجودة لكن قد يكون هناك تقصير كبير للتعريف بهم ولم يمنحوا الفرصة الكافية للاعتراف بإنجازاتهم هناك أعداد لابأس منها حققت إنجازات كبيرة ومنهن من وصلن مراتب عليا لكن يبقى هناك السقف الزجاجي هذا الحاجز الذي يمنعهم من بلوغ مراتب أكبر وفق " أعراف القبيلة والمجتمع " أي كان .. لكن أتفق بأنه لم يشر إليهن كفاية ومن جانبي كنت تناولتهن في بعض الجلسات والمؤلفات وايضا المرأة بدورها تساهم بسوء وضعها حين لاتطالب بحقها الحق ينتزع لايأتيك على طبق من ذهب والجرأة لابد منها ."
ست ماجدة بما أننا تطرقنا للمرأة .. باستثناء عزمي بشارة عمرو حمزاوي عبدالباري عطوان نجوم الجزيرة لماذا تغيب المرأة المحللة والخبيرة الاقتصادية والسياسية في القنوات الإخبارية بحجم المذكورين ؟ كان هذا كفيلا لأن تنتفض قبل الإجابة مصرحة .. هذا الغياب خطأ فهناك نماذج متخصصة وقادرة على بلوغ ذلك وأكثر أنا في فترة من فترات عملي توليت العمل الصحفي كمراسلة متخصصة في شؤون الدفاع الأمريكي لذلك يجب أن نتحرر من الصورة النمطية المرتبطة بالمرأة ككلام نواعم الطبخ الأطفال لماذا لاتستشار كعالمة وخبيرة في الكيمياء والفيزياء الصيدلة الفلك هذا تقصير إعلامي ."
تصفحت معي الجزيرة توك " إلا قليلا" أحدثها عن الشعار وعن التجربة ليطل السؤال برأسه كيف تنظرين لهذه التجربة وماذا تقولين لجموع المراسلون الشباب ؟ هذا مجهود ممتاز ويجب علينا أن نشجع الصحفيين الشباب وأن يكون لهم منبر يتحدثون منه هذا رائع ، لكن أنا أناشد من يدخلون معترك الصحافة مهنة الصحافة مليئة بالمتاعب عليهم المثابرة وأن يكونوا ملمين باللغات هناك تقصير بشكل رهيب في العالم العربي باللغات علينا أن لا نكون محصورين وكأننا بنفق بل علينا أن نخرج من الصندوق ونتواصل مع العالم الغربي يكفينا شعارات ملتنا قبل أن نملها .."
انتهى الحديث المسجل معها قمت بتأملها استغرب عودتها من دول أجنبية وغربية تهفو القلوب إليها . وهي مجددا إلى بيروت حيث مواطن البدء الأولى منها خرجت وإليها تعود .. اسألها "كاابنة أم مهنة " أنى لك وقود الإستمرار هذا " تجيبني " حبي للصحافة ، التحدي ، بضع من الجنون " أكيد راح أعمل مين قال مابقدر بدي فرجيكم أني راح أوصل " ثم تضحك.. نقف سويا نواصل " الهذر عن المهنة " ثم توديعٌ وثلاث قُبلٍ على العنابي.. " أظن لحظتها أني غادرتُها لكنها لم ولن تُغادرني.."